في قلب الحي الإداري بمدينة المحرس السياحية في صفاقس، يقف السيد العيادي سلامة، رجل في السبعين من عمره، ممسكًا بأداة تقليم النخيل. وجهه يفيض بالابتسامة، ودعواته الطيبة تلاحق كل من يمر بالحديقة. السيد العيادي هو والد الناشط بالمجتمع المدني شمس الدين سلامة، وهو الشخص الوحيد الذي تطوع للعناية بنظافة الحديقة والاهتمام بها يوميًا دون مقابل.
السيد العيادي، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا، يكرس وقته وجهده للحفاظ على جمال الحديقة، مما يجعلها مكانًا مريحًا وجذابًا للزوار. بفضل تفانيه وإخلاصه، أصبحت الحديقة وجهة مفضلة لسكان المدينة وزوارها، حيث يجدون فيها ملاذًا هادئًا بعيدًا عن صخب الحياة اليومية.
إن مبادرة السيد العيادي ليست مجرد عمل تطوعي، بل هي رسالة حب وانتماء لمدينته، تعكس روح العطاء والتفاني التي يتمتع بها. بفضل جهوده، تحولت الحديقة إلى رمز للجمال والنظافة، وأصبحت مثالًا يحتذى به في العمل التطوعي وخدمة المجتمع.